إحياء الذكرى الـ 85 لوفاة الشاعر أبو القاسم الشابي
في الذّكرى الخامسة والثّمانين لوفاة أبي القاسم الشّابي
(24 فيفري 1909- / 9 أكتوبر1934) شاعر « تونس الجميلة » (أنا يا تونس الجميلة، في لجّ الهوى قد سبحت أيّ سباحة) بل شاعر الإنسانيّة جمعاء (إذا الشّعبُ يوما أراد الحياة / فلا بدّ أن يستجيب القدر) تحتفي المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة بتوزر على امتداد شهر أكتوبر، وفي فضاءات مختلفة (روضة الشّابيّ، دور الثّقافة، المكتبات) بهذا الحدث الذي تسعى من خلاله، في كلّ مرّة، إلى إضاءة جوانب جديدة من سيرة الشّاعر وشعره. فالشّابي قد أنشأ لنفسه مكانة رمزيّة في الثّقافة العربيّة والعالميّة. ومن هذا المنطلق فإنّ ذكراه تُعدّ مناسبة لمساءلة الرّمزيّ في ثقافتنا التّونسيّة، ومدخلا إلى البحث في المعاني الإنسانيّة الكبرى التي نذر هذا الشّاعر نفسه وشعره للدّفاع عنها. فقيم الحريّة والعدل والحبّ والجمال هي قيم الحداثة التي ناقشها الفلاسفة ودافعوا عنها وكتب فيها الشّعراء والأدباء عامّة ما كتبوه في مختلف الأجناس والأنواع الأدبيّة، إذ ليس يخلو أدب من الآداب العالميّة قديمها وحديثها من تأمّل لتك القيم الإنسانيّة النّبيلة. وبهذا المعنى فإنّ الشّابي-شاعر الجريد وصوتها الخالد-يرقى إلى مرتبة الملهم الذي يفتح أمام مريديه من الشّعراء والنقّاد والباحثين آفاقا متجدّدة للتأمّل والبحث والسّؤال، سواء في مستوى إشكاليّات البناء الشّعريّ ورهانات القصيدة أو في مستوى القيميّ-المجتمعيّ المتعلّق بالإنسان وغاياته ومنزلته الإنسانيّة في هذا الكون.